الحدود اللبنانية.. توتر تحت شعار “البيئة والتشجير”

تعود الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى موقعها “التاريخي” الذي اتخذته منذ أكثر من خمسين عاماً، أي نقطة توتر جاهزة للاشتعال في أي مفصل إقليمي أو دولي، مثل المحادثات النووية الإيرانية أو المفاوضات حول القضية الفلسطينية، أو حتى أي خلاف بين دولتين تحتاجان إلى “تنفيس” الاحتقان خارج أراضيهما.

 

وبينما تتصاعد تهديدات ميليشيات حزب الله، مرة عبر زعيمها حسن نصر الله بمهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية بالبحر أو عبر نشر عناصرها تحت عنوان بناء محميات “بيئية”، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أمل بلاده عدم الاضطرار إلى الدخول في حرب، لأنها ستكون مأساة للدولة اللبنانية ومواطنيها.

كلام غانتس يأتي بالتزامن مع نشر الميليشيات وحدة “النخبة المقاتلة” في صفوفها المعروفة باسم “وحدة الرضوان” على الحدود الجنوبية اللبنانية، في خطوة وصفتها إسرائيل بالاستفزازية.

وأقامت الميليشيات حاويات اسمنتية في مناطق جنوبية مختلفة، عددها يتخطى الـ15 حاوية، يحمل العناصر فيها أسلحة خفيفة، على مرأى من الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون في مواقع عسكرية تقع على الطرف الآخر من الحدود.

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن عناصر الميليشيات يعملون تحت مسمى جمعية “أخضر بلا حدود”، ولكنهم بالحقيقة أعضاء وحدة النخبة المسماة “الرضوان” التابعة لحزب الله، والتي حاربت في سوريا لسنوات وساهمت بتهجير ملايين السوريين.

ويتحرك عناصر الميليشيات في المنطقة بظل قرب تقرير مصير المحادثات الأمريكية -الإيرانية برعاية أوروبية والمتعلقة بالملف النووي الإيراني، حيث قدم الاتحاد الأوروبي فرصة جديدة تمنح طهران امكانات مالية ضخمة مقابل التزام “الاتفاق النووي”.

وبينما أبلغت إسرائيل كلاً من الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية “يونيفيل” عن مواقع الميليشيات وتحركات عناصرها وحتى أسماء المسؤولين والعناصر فيها، إلا أن السلطات لم تتحرك في المنطقة.

وتتحرك الميليشيات تحت اسم هذه الجمعية في مناطق الجنوب، ومراكزها “الحرجية والبيئية” هي نقاط أمنية، وهذه النقاط تمتد على طول الحدود وحتى في العمق الجنوبي فتصل إلى مدينة جزين مروراً بمرجعيون والعيشية ودير ميماس ورميش وغيرها من المدن والبلدات والقرى.

وكان الجيش الإسرائيلي كشف قبل فترة تدريبات لعناصر الميليشيات على قيادة الطائرات المسيرة، بينما كانوا يستخدمون موقعاً أمامياً لجمعية “أخضر بلا حدود” على الحدود اللبنانية لجمع المعلومات الاستخباراتية.

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.