حادث السعديات: موت عائلة “شهداء الاحتكار” أثناء البحث عن الوقود يثير غضبا في لبنان

خيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بعد وفاة فاطمة قبيسي وبناتها الأربع وسائق السيارة التي كانت تقلهم أثناء بحثهم عن البنزين في “حادث السعديات”، وأطلق المعزّون والغاضبون عليهم وصف “شهداء الاحتكار”.

يقف اللبنانيون في طوابير طويلة حتى يحصلوا على الوقود في خضم وضع اقتصادي على شفا الانهيار

Getty Images

تفاصيل الحادث

وقع الحادث في السعديات على الطريق الساحلي الجنوبي المؤدي إلى العاصمة بيروت.

وأسفر عنه وفاة كل من فاطمة قبيسي وبناتها الأربع: زهراء، آية، ليا وتيا وجارهم الشاب حسين علي زين.

ويتولى الجيش اللبناني التحقيق في الحادث، الذي ضم خمس سيارات وأصيب فيه أيضا تلميذ ضابط.

وفي تصريح لصحيفة النهار اللبنانية قال شقيق فاطمة: “إن شاحنة صغيرة (بيك-آب) كانت تسير عكس السير اصطدمت بالسيارة التي كان يستقلها الضحايا فوقعت في الجهة المقابلة من الطريق واصطدمت ببقية السيارات”.

كانت فاطمة وبناتها الأربع متجهات في سيارة يقودها جارهم إلى “الجية” للتزود بالوقود استعدادا لرحلة لمطار بيروت في اليوم التالي، لاستقبال زوج فاطمة ووالد بناتها عماد الحويني القادم من ليبيريا، حيث سافر قبل أشهر للعمل.

وقال سكان قرية الشرقية، التي تعيش فيها العائلة، إن عماد سافر إلى ليبيريا سعيا وراء لقمة العيش بعد أن تعذر عليه توفير دخل يكفي عائلته في لبنان.

https://twitter.com/alishoeib1970/status/1407094512338485248

وبينما شيعت جنازة الشاب حسين علي زين اليوم، أٌعلن تأجيل دفن فاطمة وبناتها إلى الخميس حتى يتمكن الوالد عماد، الذي تغير موعد طائرته، من الحضور.

https://twitter.com/alishoeib1970/status/1407675149659291654

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي أعرب مغردون عن حزنهم ووجعهم للمأساة التي طالت العائلة، وتداولوا صورا لمقعدين شاغرين في المدرسة لأصغر ضحيتين، تيا وليا، ووضع على طاولتيهما صور لهما وشموع وورد.

https://twitter.com/ZahraaT88243803/status/1407641659526070273?s=20

أما الشعور الغالب على المتفاعلين مع حادث السعديات فقد كان الغضب تجاه الوضع العام في لبنان، وتجاه من اعتبروهم مسؤولين عما حدث لضحايا الحادث.

https://twitter.com/alinekiwan/status/1407610023698747397

لم تظهر نتائج التحقيق حتى الآن لتبين أسباب وملابسات الحادث.

وتقول إحدى الروايات على تويتر إن السيارة المتسببة في الحادث كانت تسير عكس الاتجاه في طريق محطة الوقود تفاديا للوقوف في الطوابير. لكن هذا لا يزال قيد التحقيق ولم يثبت بعد.

المتفاعلون مع الحادث ربطوه بأزمة الوقود التي خرجت العائلة بحثا عنه.

فقد حمل المغردون تحت وسم #شهداء_الاحتكار مسؤولية وفاة الأفراد الستة للتجار المحتكرين للوقود ولمهربيه ولكل مسؤول عن أزمة شح الوقود في لبنان.

https://twitter.com/Dr_Doaa_S/status/1407431509628366848

https://twitter.com/L1nv9Ea3jxA2upU/status/1407588191981522944

وأطلق الغاضبون من الوضع في لبنان تسميات كثيرة على الطوابير التي يضطرون يوميا للوقوف فيها طويلا للحصول على الوقود، من قبيل “طوابير الذل” و”طوابير الموت”.

https://twitter.com/Zeinab__Awada/status/1407320833039732740

أسوأ أزمة على مستوى العالم

الوضع الاقتصادي في لبنان على شفا الانهيار ضمن أزمة وصفها صندوق النقد الدولي بأسوأ أزمة على مستوى العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.

وقد حذرت منظمات دولية منذ وقت من انهيار البلد، ولا زالت الأزمة تتفاقم ويعيشها اللبنانيون يوميا، وكثير منهم يعجز عن توفير ضروريات الحياة.

أزمة الوقود ليست الأزمة الوحيدة في لبنان، مع تراجع سعر الليرة في البلد الذي يستورد ما يزيد عن ثمانين بالمئة من احتياجاته.

انقطع الدواء عن اللبنانيين وحتى الخبز أصبح سعره أغلى من أن يقدر كثيرون على شرائه.

ويتزايد عدد الداخلين في دائرة الفقر في لبنان يوما بعد يوما “حتى الأثرياء، لن يكونوا آمنين” كما جاء في عنوان مقال لصحيفة التلغراف البريطانية عن تهاوي الاقتصاد اللبناني.

ويتوقع البنك الدولي وقوع أكثر من نصف سكان لبنان تحت خط الفقر في نهاية عام 2021.

حتى بدأ لبنانيون يشعرون أنهم في مسرحية “تخطت السريالية بأشواط” كما كتبت تغريد.

https://twitter.com/tagreed_yehya/status/1407447439259443207

والبعض وصف نفسه بأنهم “أضاحي لا ضحايا” كما غرّد الممثل يوسف الخال.

https://twitter.com/youssefalkhal/status/1407452741862047744

كما أن تحميل المسؤولين السياسيين وزر ما يعيشه البلد من أزمات لم يصدر فقط عن مواطنين غاضبين.

فقد هدد الاتحاد الأوروبي مؤخرا بفرض عقوبات مباشرة على المسؤولين اللبنانيين، إن لم يتحركوا لإنقاذ لبنان من الانهيار الاقتصادي.

** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.