الفايننشال تايمز: أزمة الطاقة تزيد من نفوذ محمد بن سلمان

تناولت الصحف البريطانية الصادرة الثلاثاء المستجدات في علاقة الغرب مع دول الخليج لا سيما السعودية في ظل أزمة الطاقة، ووضع المسلمين في بريطانيا ومستقبلهم.
نبدأ من صحيفة الفايننشال تايمز التي جاءت افتتاحيتها بعنوان “الازدهار النفطي الجديد في الخليج يطرح معضلات في الغرب”.
وقالت الافتتاحية إنه في حرب أوكرانيا وبينما “سعى الغرب إلى عزل مستبد واحد، اضطر إلى طلب المساعدة من آخرين: المملكة العربية السعودية وزملائها الملكيين المطلقين في الخليج الغني بالنفط”.
وأوضحت أنه “منذ خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في فبراير/ شباط بلغت أسعار النفط والغاز أعلى مستوياتها منذ أكثر من عشر سنوات في الوقت الذي يحاول فيه الغرب خنق صادرات الطاقة الروسية”.
وأشارت إلى أنه “في هذا الشهر، وافق الاتحاد الأوروبي على خطة لحظر واردات النفط الروسية المنقولة بحراً. كما وافق التكتل على التنسيق مع المملكة المتحدة بشأن خطط لحظر التأمين على السفن التي تحمل الخام الروسي، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من إعاقة قدرة موسكو على التصدير”.
وأضافت افتتاحية الفايننشال تايمز أنه “قبل الحرب، كانت روسيا تنتج أكثر من 10 في المئة من إمدادات النفط العالمية وكانت مصدراً حيويا للطاقة في أوروبا. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض إنتاجها الآن بما يصل إلى 3 ملايين برميل يومياً. ستوجد شركات شحن على استعداد لنقل الخام الروسي إلى الصين أو الهند. لكن مستوى صادرات موسكو يتجه فقط في اتجاه واحد، ما يهدد بنقص كبير في العرض في السوق”.
وقالت إنه “من أجل خفض أسعار البنزين المرتفعة للغاية قبل انتخابات التجديد النصفي الأمريكية، يتعين على بايدن اللجوء إلى دولة تعهد بالتعامل معها على أنها منبوذة. وحثت واشنطن السعودية، الزعيم الفعلي لمنظمة أوبك، على زيادة الإنتاج”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه “هذا الشهر، أعلنت المملكة وحلفاؤها في أوبك+ التي تضم روسيا، أخيراً عن تسارع متواضع في الإنتاج”.
وقالت إن البيت الأبيض “نسب الفضل إلى السعودية في تحقيق هذا الإجماع بين أعضاء المجموعة. ويدرس بايدن زيارة المملكة. وهذا يعني الجلوس مع ولي عهد محمد بن سلمان الذي خلصت المخابرات الأمريكية إلى أنه أذن بالعملية لاعتقال أو قتل الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل قبل أربع سنوات”.
ورأت الصحيفة أن أزمة الطاقة “تزيد من نفوذ محمد بن سلمان وغيره من قادة الخليج”. وتقول إن السعودية والإمارات، التي تصفها الصحيفة بأنها “دولة استبدادية أخرى”، لديهما القدرة الاحتياطية على زيادة إنتاج النفط بشكل كبير. وفي الوقت نفسه، فإن الحكومات الأوروبية وشركات الطاقة “تخطب ود قطر المجاورة، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم”.
وقالت إنه “بينما يشعر العالم بالقلق إزاء إمدادات الطاقة والتضخم، يتمتع الخليج بطفرة مع تزايد اعتماد الغرب على المحروقات”.
وأشارت إلى أنه مع ذلك “لطالما كانت الولايات المتحدة قلقة بشأن الاعتماد المفرط على مثل هذه المنطقة المضطربة. ويمكن أن تكون علاقاتها مع دول الخليج منقسمة. التوترات مع إيران وسط مخاوف بشأن طموحاتها النووية تعني أن خطر اندلاع حريق ليس بعيداً أبداً”.
وأضافت “انخفضت واردات الولايات المتحدة من الخليج بشكل حاد منذ طفرة النفط الصخري، لكن أسعار مضخاتها لا تزال تتأثر بديناميكيات السوق العالمية. وحتى في الوقت الذي اجتمع فيه القادة في غلاسكو لحضور اجتماع القمة المناخية الأخيرة في نوفمبر/ تشرين الثاني للالتزام بالتخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، كان بايدن يوبخ روسيا والمملكة العربية السعودية لعدم ضخ المزيد من النفط مع ارتفاع أسعار البنزين”.
وخلصت الفايننشال تايمز إلى القول إنه “كان اعتماد الديمقراطيات الغربية على المستبدين الأثرياء بالنفط دائما أشبه بعقد فاوست حيث غضوا الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان. في الاندفاع لتأمين إمدادات بديلة للنفط والغاز الروسي، يجب عليهم تجنب تكرار أخطاء الماضي وعدم إعطاء أمثال محمد بن سلمان توصيلة مجانية”.
الوطنية والتفاؤل لدى مسلمي بريطانيا

بالانتقال إلى الغارديان، نشرت الصحيفة البريطانية مقال رأي لمقداد فيرسي، المتحدث باسم الشؤون العامة لمجلس المسلمين في بريطانيا.
وجاء المقال بعنوان “الوطنية والتفاؤل والمضي قدماً: القصة التي غالباً ما يتم تجاهلها عن بريطانيا المسلمة”.
وتناول المقال مواجهة المسلمين في بريطانيا للإسلاموفوبيا على مستويات عدة في المجتمع، أولها في مكان العمل، حيث “أظهر استطلاع جديد أن 69% في المئة من مسلمي المملكة المتحدة قد عانوا من شكل من أشكال الإسلاموفوبيا في مكان العمل. وإذا كنت مسلماً أسود، فإن الرقم هو 76%. ومجرد وجود اسم مسلم يجعل من غير المرجح أن تحصل على وظيفة أو تجد شقة أو حتى تحصل على تأمين”.
وذكر أيضاً التمييز في نظام التعليم، ويقول إن “دراسة أجرتها وزارة التعليم أظهرت أن 18% من التلاميذ الذين شملهم الاستطلاع في إنجلترا رأوا أطفالا آخرين يتعرضون للتخويف لكونهم مسلمين”.
وتناول المقال رهاب الإسلام في السياسة، قائلاً “سواء كانت الإسلاموفوبيا المتفشية والمؤسسية في حزب المحافظين أو التحديات (الأصغر وإن كانت خطيرة للغاية) في حزب العمال، حيث عانى أكثر من واحد من كل أربعة أعضاء مسلمين في الحزب بشكل مباشر من الإسلاموفوبيا”. وأضاف “حتى أولئك الذين ينجحون على الرغم من الحملات السياسية المعادية للإسلام ينتهي بهم المطاف إلى مواجهة الإسلاموفوبيا في منصبه، بما في ذلك صادق خان الذي يحتاج إلى حماية 24/7 بسبب لون بشرته والإله الذي يعبده”.
وأشار فيرسي أيضاً إلى وسائل الإعلام قائلاً إن “0.4% فقط من الصحافيين البريطانيين مسلمون، وما يقرب من ثلثي المقالات التي تذكر المسلمين أو الإسلام ترسمهم في ضوء سلبي”.
وقال أيضاً إن “الأمر لا يتعلق فقط بالتوظيف والتعليم والسياسة ووسائل الإعلام، فالتحديات الهيكلية أعمق”.
وأوضح قائلاً إن نصف المسلمين البريطانيين يواجهون الفقر، ويعيش عدد أكبر بكثير من المسلمين في ظروف سكنية محرومة مقارنة بمتوسط سكان المملكة المتحدة”.
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن هذه الحقائق تشكل رواية مهمة على الأرض لا يجب إغفالها، هذا ليس سوى جزء من القصة.
وأوضح أن “استطلاع هافن سافانتا كومريس الجديد الذي سرد أشكال العنصرية المؤسسية، يعترف أيضاً بأنه على الرغم من التمييز وهذه التحديات الهيكلية، فإن المسلمين البريطانيين يتغلبون على الصعاب، ويتحدون الصور النمطية التي يروج لها اليمين المتطرف وحلفاؤهم، ويستجيبون بدلا من ذلك بشعور من الانتماء والتفاؤل”.
وأضاف “على سبيل المثال، قال معظم المسلمين الذين شملهم الاستطلاع الجديد إن هناك تحسناً في قبول المسلمين في المملكة المتحدة. وتظهر استطلاعات أخرى أن 93٪ من المسلمين شعروا بأنهم ينتمون إلى بريطانيا وأن عددا أكبر من المسلمين يشعرون بالفخر لكونهم بريطانيين أكثر من المتوسط الوطني”.
وتابع فيرسي أنه “إلى جانب الانتماء، هناك تفاؤل: يعتقد 57٪ أن الشباب المسلمين سيكونون أكثر نجاحا من آبائهم، والعديد من التلاميذ المسلمين يتفوقون بالفعل على أقرانهم في المدرسة، ويعتقد عدد أكبر بكثير من الآباء المسلمين 66% أنه من المحتمل جدا أن يذهب أطفالهم إلى الجامعة للحصول على شهادة في المستقبل، مقارنة بالمتوسط الوطني”.
وختم الكاتب بالقول “من الجيد أن نحتفل بالتفاؤل، ولكن دعونا لا نتجاهل تحديات الإسلاموفوبيا والتقاعس عن التصدي لها”.
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
Comments are closed.