باسيل ينقلب على أزعور ويعود إلى أحضان الحزب

شهدت الاعترافات المتبادلة بين زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل وزعيم حزب الله حسن نصرالله بعودة الحوار بينهما، على أن باسيل عاد ليرتمى في أحضان حزب الله، وأنه قاد “التقاطعات” على اسم جهاد أزعور مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، ليس من أجل أن يتحقق له الفوز بالفعل، وإنما من أجل أن يظهر لاعبا يستحق الاحترام في عيني حسن نصرالله، فلا يتم تجاهله مرة أخرى.
ويقول مراقبون إن استياء باسيل من اختيار حزب الله لزعيم تيار المردة سليمان فرنجية كمرشح للرئاسة، هو الذي دفعه إلى تدبير تلك “التقاطعات” على اسم أزعور. ولكن، وحيث أن البحث عن “مرشح ثالث” أصبح هو الورقة الأهم في دائرة المشاورات التي يجريها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، فإن استياءه من العماد ميشال عون قائد الجيش اللبناني، هو الذي دفعه إلى العودة إلى أحضان حزب الله، لكي يكون “المرشح الثالث” من اختيارهما، ومن ثم يتناصف الحزب والتيار النفوذ والمناصب الوزارية في الحكومة المقبلة.
وكان باسيل أعلن الثلاثاء الماضي عودة الحوار بين الحزب والتيار قائلا “عاودنا التحاور مع حزب الله بذهنية إيجاد حل من دون فرض أو شروط مسبقة، وهذا الحوار الذي بدأ بوتيرة جيدة وإيجابية، نأمل أن يتكثف للوصول إلى نتائج تأتي بالمنفعة لجميع اللبنانيين وليس لفريق على حساب فريق”.
وفي مساء اليوم ذاته أعلن نصرالله “إننا عدنا إلى الحوار مع ”التيار الوطني الحر’ وأقول للبنانيين مسلمين ومسيحيين إن بعد كل ما يحدث حولنا في المنطقة وما حدث في الحـرب الأهلية في لبنان، لا حل لا بالتقسيم ولا بالفيدرالية. نعم التقسيم هو مشروع حـروب أهلية”. وأضاف “نحن لا نريد إضعاف أحد ولا الاعـتداء على أحد. من يريد أخذ البلد إلى حـرب أهلية يرتكب جـريمة كبيرة”.
بدوره، اعتبر عضو المجلس المركزي في الحزب نبيل قاووق عودة الحوار بين الحزب والتيار الوطني “هو نموذج للحوار غير المشروط، الذي طالما دعونا إليه، وخطوة في الاتجاه الصحيح بما ينفع لبنان للخروج من أزماته”.
وعلى الرغم من أن نصرالله جدد تمسكه بترشيح فرنجية، ولكنْ كان من اللافت أيضا أنه أشار إليه بعبارة “فلان الفلاني” في دلالة على أن “فلان فلاني” آخر يمكن أن يحل محله إذا حمل المواصفات نفسها، أي أن يكون حليفا لحزب الله ويتعهد بـ”حماية ظهر المقاومة” أي حماية دولة حزب الله الموازية في لبنان.
وقال نصرالله في هذا السياق “إن الضمانة الحقيقية التي نتطلع إليها ونطلبها هي نفس شخص الرئيس، فلان الفلاني الذي نعرف عقليته ونعرف إرادته ونعرف شجاعته ونعرف وطنيته ونعرف التزامه. بالنسبة إلينا الشخص هو الضمانة، بوضوح، نحن بلد شرقي، بالشرق هكذا، تقول لي دولة ونظام ودساتير ومؤسسات كله مهم وعلى رأسي ولكن الشخص أساس بالنسبة إلينا”.
ويعد لودريان لاجتماع في الدوحة الاثنين المقبل مع ممثلي اللجنة الخماسية التي تضم إلى جانب فرنسا، السعودية ومصر والولايات المتحدة فضلا عن قطر بوصفها ناطقا ضمنيا بلسان إيران.
وتذهب التوقعات إلى أن هذه الأطراف سوف تتوافق على فكرة أن كلا من فرنجية وأزعور لا يمتلكان القدرة على الفوز، كما أن بقاء اسميهما كمرشحين لن يؤدي إلى “كسر الاصطفافات” الراهنة. وأن السبيل الوحيد للخروج من المأزق هو البحث عن “مرشح ثالث”.
وهناك مقدار ملموس من التوافق على أن قائد الجيش العماد جوزيف عون يبدو مرشحا قادرا على استقطاب التأييد. إلا أن معارضة باسيل له برفقة “الثنائي الشيعي”، يعني أن نصيبه من الفوز سوف يتضاءل إلى مستوى أقل مما حققه أزعور.
ويقول مراقبون إن الحزب والتيار لن يعارضا طرح اسم عون كمرشح ثالث، إلا أنهما سوف يتوافقان على اسم آخر. والتوافق يعني أن هذا الاسم البديل يمتلك فرصة أكبر للفوز، وذلك بالنظر إلى أن “الثنائي الشيعي” الذي جمع 51 صوتا مؤيدا لفرنجية، أو بالأحرى معارضا لأزعور، سوف
يكسب تأييد نواب “التيار” الـ18 لصالح “فلان الفلاني” فيكون المجموع 69 صوتا. والمطلوب هو أن يعقد مجلس النواب المؤلف من 128 نائبا، جلسة انتخابية بحضور ثلثي أعضائه. وللمرشح إما الفوز بثلثي الأصوات في الجلسة الأولى، أو بالأغلبية البسيطة، 65 نائبا، في الجلسة الثانية.
وجرت العادة خلال محاولات الانتخاب الـ12 السابقة، على أن يقاطع “الثنائي الشيعي” الجلسة الثانية لتعطيل النصاب. وهذا هو ما دفع المعارضة إلى المطالبة بعقد جلسة انتخابية واحدة.
ولكن، على ضوء مستجدات “الحوار” بين الحزب والتيار، فالحقيقة هي أنه إذا وافق رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ما تطلبه المعارضة الآن بعقد جلسة انتخاب واحدة، فإن المعارضة ستكون كمن يطلق النار على قدميه، عندما تحرم نفسها من حق الانسحاب وتعطيل الجلسة الثانية.
هذا السيناريو، إذا ما تحقق، فمن المرجح أن يجبر أطراف المعارضة على مقاطعة جلسة الانتخاب منذ البداية لتعطيل النصاب. ولكن، ما تغير هو أن عودة التيار إلى التحالف مع حزب الله سوف يقلب خارطة التوازنات إلى درجة تملي التوافق المسبق على مرشح واحد يحظى بتأييد جبهتي النزاع. وهو ما يعني أنه يجب أن يكون “فلان فلاني” آخر، وإلا فلا نصاب.
المصدر: العرب
** مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.
Comments are closed.